ضمن أعمال وحدة رصد وتوثيق الانتهاكات الواقعة على الصحفيين ووسائل الإعلام ، يصدر المركز الليبي لحرية الصحافة التقرير الربع السنوي الثالث للعام الجاري 2015 تحت عنوان ” المهنة الخطرة ، صحفيون تحت التهديد ” والذي يُعد باكورة أعمال الرصد والتوثيق وتقصي الحقائق والمعلومات التي جمعها الباحثون والمراسلين بالوحدة طيلة الأشهر الثلاثة الماضية.
ويشمل التقرير الثالث والذي جاء في ستة عشرة صفحة يتضمن أربعة ألاف كلمة ويوثق عشرون اعتداء جسيم تعرض له صحفيون من مختلف المناطق الليبية تصدرت مدينة بنغازي المناطق الاكثر فتكاً بالصحفيين نتيجة تعرضهم لحوادث الاختطاف والتعذيب وتراجع العمل الميداني بشكل واسـع مع استمرار فرار الصحفيين من المدينة نتيجة العنف المسلح.
ويعرض التقرير الثالث شهادات واسعة للضحـايا وأقاربهم الذين تعرضوا لوقائع متعددة ويسرد شهادات وأدلة جميعها وثقها الباحثون بوحدة الرصد والتوثيق ضمن منهجية عمل محًكمة ودقيقة يعمل بها المركز الليبي لحرية الصحافة والذي يتحفظ على نشر بعض أسماء الضحـايا خشيتاً من تعرضهم لاعتداءات أكثـر وفقاً لمبدأ حماية الشهود .
وقد تراجعت تسجيل الاعتداءات والانتهاكات ضد الصحفيين ووسائل الإعلام خلال الربع الثالث بشكل جزئ نظراً لتزايد المخاوف والتهديدات التي يتلقونها مع تقلص أعمالهم الميدانية ، كما اتسم الربع الثالث بتزايد تسجيل حالات الاختطاف والتعذيب الوحشي الذي تعرض له صحفيون واستمرار حوادث الطرد التعسفي والاعتداء بالضرب على المراسلين أثناء أدائهم لأعمالهم الميدانية خصوصاً بمدينة طرابلس.
وبهذا الصدد تُشيـر ريـم عبد السـلام الباحثة الحقوقية بوحدة الرصد والتوثيق لدي المركز الليبي لحرية الصحافة من خطورة الوضع المٌحدق الذي يواجه الصحفيين بمدنهم جراء أعمال العنف المتصاعدة التي يواجهونا واستمرار تخندقهم وراء أطراف النزاع ولعبهم دوري سلبـي في دعم الاستقرار المجتمعي مما أدي لتنامي العنف الموجه ضدهم وتقييد تحركاتهم بين المدن والقرى الليبية.
وتضيف عبد السـلام إن الوحدة الرصد والتوثيق سجلت وقائع مفزعة تتعلق بحوادث اختطاف واعتقال تعسفي وإخفاء قسري وتعذيب طالت عشرات الصحفيين جزء منها تم نشره بهذا التقرير.
وقد سجلت خلال الربع الثالث ثلاثة حوادث تهديد بالقتـل ، فيما وثقت ثماني حوادث اختطاف وتعذيب وثلاثة حوادث اعتداء بالضرب و الاحتجاز المؤقت بعضها كانت حوادث جماعية تعرض لها الصحفيون من قبل قوات الأمن الوطني ، فيما سجلت ستة حوادث طرد تعسفي ومنع من العمل أغلبها سجلت بالمؤسسات الإعلامية الحكومية بالإضافة لثلاثة حوادث حجب للمعلومات ومصادر الإنترنت.
ويتطلع المركز الليبي لحرية الصحافة أن يسهم التقارير الدورية والخاص التي يقوم بإعدادها في إثـراء المشهد الإعلامي انطلاقا من مبدأ الدفاع عن الصحفيين وحقوقهم وتعزيز حرية الصحافة والتعبير كحجز أساس لبناء مجتمع ديمقراطي يقبل بالتعددية والاختلاف وينبذ العنف ويدرك مخاطر التعدي على الصحفيين.
إضغط هنا لتحميل نسخة من التقرير الدوري الثالث حول وضع الصحفيين في ليبيا
صدر في طرابلس 25 / اكتوبـر/2015