أصدر المركز الليبي لحرية الصحافة تقريراً يحذر من خطورة تصاعد الانتهاكات الجسيمة، هذا نصه:
حرية الصحافة يحذر من خطورة تصاعد الانتهاكات الجسيمة
أصيبت الحركة الإعلامية والثقافية في ليبيا بتزايد معدلات العنف والانتهاكات ضد الصحفيين والأدباء صنف العديد منها كانتهاكات جسيمة أقلها تهديدات بالقتل ، فيما تنوعت مصادرها وطرقها إلا إن ظهور تيار متطرف سمي بما يعرف بجماعة ” جند الله” والتي لم يعرف عنها أي معلومات حقيقة حول ماهيتها ، فيما زاد نشاطها في ظل الانفلات الأمني الواسع بمدينة بنغازي شرق ليبيا الأمر الذي أدى الى افلاتها من العقاب، كما تجرأت هذه الجماعة المشبوهة في التهديدات بالقصاص من نشطاء اعلاميين وأدباء وصفتهم أنهم خارج ملة الاسلام ، مستخدمة الرسائل القصيرة عبر الهواتف المحمولة وحساباتهم على موقع الفيسبوك ، قالت انهم موعدهم مع قاتلهم ، موظفين آيات قرآنية لهدر دمائهم.
ويقول الإذاعي الليبي أحمد المقصبي إن التهديد وصله عبر صفحته على فيسبوك ، ولا يمكنه فعل شي في ظل تراخي الأجهزة الأمنية بالمدينة، فيما فضل ناشط اعلامي أخر فضل عدم ذكر اسمه ،إنه أخذ التهديد على محمل الجد واصفاً الجماعة المتطرفة أنها لا تمزح بتهديداتها للصحفيين، إلا أن الأكاديمي الإعلامي فرج عياد، يرى أن مدينتي بنغازي ودرنة تمثل خطر كبير في ظل التهديدات المتكررة والعنف الأمني المتصاعد ، معرباً عن أسفه لحوادث القتل والاغتيال التي تستهدف حتى المواطن العادي بالشارع وتوقع أن القتل لا يحتاج لتهديدات فقتل الخصوم أصبح سمة بالبلاد بحسب تعبيره.
ويقول صحفي آخر يعمل لدى إحدى القنوات التلفزيونية مراسل تلفزيوني بمدينة درنة شرق ليبيا، إنه فضل الاستقالة عن الاستمرار بالعمل بعد تزايد التهديدات المباشرة بالهاتف التي يتلقاها من مجهولين يطلبون منه التوبة وترك العمل ، لافتاً أن الصحفيين والإعلاميين بمدينة درنة لم يعد لهم خيار سوى الاستقالة أو الهروب من المدينة ، وكثيراً منهم فضلوا ترك المهنة، ويتمنى الشاعر الليبي صلاح الغزال ألا يتم استهدافه من تلك الجماعة المشبوهة أثناء تواجه مع العائلة ، بعد تعرضه للتهديد بالقتل عبر حسابه على فيسبوك ،واصفاً الوضع إنه لا يطاق في ظل انعدام الأمن، ورغم أن الغزال يعد من المعارضين للنظام السابق لكنه فضل عدم تغيير ناشطه اليومي بعد التهديدات، لكنه يقول:إنه ينظر لأسفل سيارته قبل ركوبها لعله يستهدف بعبوة لاصقة ، وهي الطريقة المتبعة لاستهداف الشخصيات الأمنية والعسكرية والسياسية والإعلامية .
وتعد ظاهرة التهديدات بالقتل والتخوين هي جديدة على الساحة الليبية ، إلا إنه لم يعرف عن مدى جدية هذه التهديدات المتكررة التي لحقت بالكثير من الإعلاميين والصحفيين. فيما تعرض عدد آخر من الصحفيين لمحاولات حقيقة للاغتيال بإطلاق وابل نيران عليهم كصحفية خديجة العمامي و الصحفي عوض القويري و المصور الصحفي محمد الحجازي ببنغازي و الصحفي عمر البدري بطرابلس. إضافة لمحاولة اختطاف فاشلة لبعض الصحفيين كما حدث للصحفي تقي الدين الشلوي بدرنة وحسن البكوش ببنغازي وغيرهم.
وتعتبر مدينة درنة شرق ليبيا والتي اغلقت فيها الاذاعة المحلية وتوقف بها النشاط الإعلامي والثقافي بعد تزايد الاعتداءات المتكررة على مبني الإذاعة ، وأصبحت المدينة من أخطر بؤر التوتر للعمل الصحفي والإعلامي بالبلاد وقد وثقت وحدة الرصد والمتابعة أكثر من 42 حالة انتهاك جسيمة بحق صحفيين وإعلاميين واعتداءات على مؤسسات اعلامية وصحفية من النصف الحالي للعام الجاري والعام الماضي. وتركز في أغلبها حالات اختطاف وتعذيب وتهديدات بالقتل ، ما تعطى مؤشر مقلق حول تدني حرية الصحافة في ليبيا ، ناهيك عن مقتل أربعة صحفيين وهم المذيع التلفزيوني عز الدين قوصاد ببنغازي ورضوان الغرياني مدير إذاعة محلية والمصور الصحفي صالح حفيانة بوكالة فساطو للأنباء والصحفي عبد الله زاهية بصحيفة فسانيا أثناء تغطية لعمله ، بالإضافة إلى تعذيب العشرات بعد اختطافهم. فيما تعرض العديد من الصحفيين والمؤسسات الاعلامية لحوادث انتهاكات جماعية جسيمة تمثلت بالضرب والشتم والطرد للصحفيين أثناء تغطيتهم لأحداث كما حدث مع صحفيي التلفزيون الليبي وقناة النبأ وطردهم من ميدان الشهداء بطرابلس في مظاهرات لا للتمديد، أو التعرض بالضرب المبرح للصحفي أحمد خليفة أثناء تغطيته للمظاهرات ذاتها ببنغازي. كما تعرضت عدة وسائل اعلامية للهجوم المسلح ، كان أبرزها قناة العاصمة بطرابلس والتي استهدفت مراراً بقواذف صاروخية كذلك تفجير سيارة مفخخة اأمام مبني قناة ليبيا الأحرار ببنغازي وحرق سيارة بث لقناة ليبيا تي في ببنغازي ومحاولة اقتحام الإذاعة المحلية بمدينة سبها ، بالإضافة لمقر صحيفة ليبيا الجديدة وقناة توباكتس بطرابلس .
أيضاً لم يسلم حتي الناطقين الإعلاميين بمؤسسات الدولة الليبية من الانتهاكات الحقوقية أبرزها تعرض مدير مكتب الاعلام بمصلحة الأحول المدنية ببنغازي يوسف قرقوم ومدير مكتب الإعلام بمصرف ليبيا المركزي عصام العول من الاعتداء والتعذيب الجسدي ، فيما هدد الناطق الإعلامي السابق لمديرية الأمن الوطني بنغازي طارق الخراز بالقتل، وتبقى العرض هي إجمالي لأبرز وأهم الانتهاكات الحقوقية ضد حرية الصحافة والصحفيين في ظل غياب أجهزة الدولة الأمنية لحماية الصحفيين وتنبيههم عن المخاطر التي ربما يتعرضون لها وأخذ التهديدات التي يتلقونها على محمل الجد لدى الأجهزة الامنية .
كما لابد من ضرورة العمل على سلامة الصحفيين والحد من المخاطر وملاحقة الجناة الذين يتعرضون للصحافة والإعلام وعدم الافلات من العقاب وسيادة القانون والعمل للحد من موجة العنف التي تجتاح قطاع الصحافة والإعلام .
أبرز الانتهاكات ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية خلال فبراير 2013 إلى مارس 2014
– فبراير 2013 : فريق عمل قناة العاصمة يتعرض للضرب على أيدي قوات الأمن الرئاسي بالمؤتمر الوطني العام
– مارس 2013 : هجوم مسلحين علي مبني قناة العاصمة وتخريب محتوياته ، واختطاف إعلاميين يعملون بالمحطة لساعات .
– مارس 2013 : موظفي قناة ليبيا الرسمية يضربون عن العمل احتجاجا على تعرضهم للشتم والإقصاء من قبل المسلحين الذين يسيطرون على مبنى التلفزيون .
– مارس 2013 : فرع التلفزيون الليبي ببلدة مزده يتعرض لأعمال سرقة و ونهب معداته ، أثناء أعمال اقتتال قبلي .
– أبريل 2013 : تعرض صحفيين للضرب من قبل الأمن الرئاسي بالمؤتمر الوطني ، أثناء تغطيتهم لحدث بمقر البرلمان .
– أبريل 2013 : اعتقال رئيس تحرير صحيفة الأمة عمارة الخطابي، من قبل النيابة العامة بتهم التشهير والإساءة للقضاء ، بعد نشر قائمة مسربة تحوي أسماء قضاء ووكلاء نيابية متهمين بقضايا فساد .
– مايو 2013 : مسلحون ملثمون يختطفون مراسل وكالة الصحافة الفرنسية ابراهيم هدية بمدينة بنغازي ويضغطون عليه لترك عمله الصحفي .
– يونيو 2013 : متظاهرين غاضبون يقتحمون مبني قناة ليبيا الحرة ببنغازي ويقومون بحرقها وإتلاف معداتها إحتجاجاً على تغطيتها الإعلامية لأحداث بني وليد .
– يوليو 2013 : تعرض الصحفية خديجة العمامي مديرة مكتب قناة ليبيا الأحرار ببنغازي لمحاولة اغتيال أثناء عملها .
– يوليو 2013 : مجهولين يقتحمون مبني صحيفة “ليبيا الجديدة “بسرقة وتخريب معداتها .
– أغسطس 2013 : اغتيال مذيع قناة ليبيا الحرة عز الدين قوصاد على ايدي مسلحين مجهولين بمدينة بنغازي .
– أغسطس 2013 : إغلاق إذاعة درنة المحلية بعد تعرضها لتهديدات وهجوم مسلح .
– سبتمبر 2013 : مسلحون يختطفون رئيس تحرير صحيفة رواسي بغرب بمدينة طرابلس ، بعد إطلاق نار عليهم .
– سبتمبر 2013 : اعتقال الصحفي المستقل احمد المشاي ، علي ايدي جماعة يقال إنها تابعة لجهاز الشرطة بمدينة طرابلس .
– سبتمبر 2013 تعرض الصحفي محمد الهاشم بوكالة التضامن للأنباء للتعذيب بعد اختطافه من مظاهرة بطرابلس بتهمة انتمائه للنظام السابق
– سبتمبر 2013: اختطاف رئيس قناة فزان الليبية مختار خالد من قبل مسلحين بمدينة طرابلس
– نوفمبر 2013 : مقتل المصور الصحفي بوكالة فساطو للأنباء صالح عياد على يدي مسلحين أثناء اشتباكات بين متظاهرين ومليشيات بمنطقة غرغور بطرابلس .
– نوفمبر 2013 : إصابة الصحفيين عصام الزبير وعبد المنعم المريمي بجروح بعد تعرضهم لإطلاق نار أثناء تغطيتهم لمظاهرات تطالب مليشيات بالخروج من طرابلس بمنطقة غرغور .
– نوفمبر 2013 : المصورين الصحفيين حمزة ومحمود تركية يتعرضون للضرب ومحاولة اختطاف من قبل مسلحين غرغور.
– نوفمبر 2013 : متظاهرون يقتحمون مبني قناة توباكتس بمنطقة غرغور ويقومون بحرقها وإتلاف معداتها .
– نوفمبر 2013 : قوات الأمن تحتجز مدير التلفزيون الوطني طارق الهوني أثناء عمله في تغطية أحداث غرغور.
– ديسمبر 2013 : اغتيال مدير إذاعة تريبولس إف إم رضوان الغرياني الناطقة باللغة الانجليزية .
– يناير 2014 : الصحفي عوض القويري ينجوا من محاولة اغتيال بعد زرع عبوة ناسفة أسفلي سيارته أمام بيته في بنغازي
– فبراير 2014 : إختطاف ثلاثة صحفيين يعملون بالتلفزيون الوطني لمدة أسبوعين من قبل مجهولين، أثناء قدومهم من سبها إلي طرابلس.
– فبراير2014 : اختطاف المحرر الصحفي بالوكالة الليبية يونس على من قبل مسلحين وقاموا بالتحقيق معه .
– فبراير 2014 : احتجاز ثلاثة صحفيين يعملون بقناة فزان بمدينة سبها أثناء تغطيتهم لأحداث عنف بالمدينة .
– فبراير 2014 : مراسل قناة الجزيرة ببنغازي أحمد خليفة يتعرض للضرب والاعتداء من قبل متظاهرين بحراك لا للتمديد .
– فبراير 2014 : مراسلي التلفزيون الوطني وقناة النبأ يتعرضون لمضايقات والطرد من ميدان الشهداء من قبل متظاهرين حراك لا للتمديد بطرابلس .
– فبراير 2014 : قناة العاصمة تتعرض لأكثر من هجوم مسلح بقذائف صاروخية ، على خلفية تغطيتها الاعلامية لحراك لا للتمديد
– فبراير 2014 : تفجير سيارة مفخخة أمام مكتب قناة ليبيا الأحرار في مدينة بنغازي ، يسفر عن اضرار بالمبني
– مارس 2014 : اختطاف وتعذيب رئيس تحرير صحيفة الوطن الإلكترونية عصام العول من قبل مسلحين مجهولين أمام بيته .
– مارس 2014 : إطلاق نار كثيف على المصور الصحفي بقناة ليبيا أولاً بمدينة بنغازي
– مارس 2014: تفجير سيارة بث لقناة ليبيا تي في ، أثناء استعدادها لنقل حدث بمدينة بنغازي
التوصيات القانونية
*- فتح تحقيقات قانونية بالنيابة المختصة في الصحافة في كافة الانتهاكات الحقوقية التي تعرض لها الصحفيين أو المؤسسات الاعلامية ، والبحث ورائها .
*- إصدار نصوص قانونية واضحة بقانون العقوبات الليبي لتشديد العقاب الجزائي لجريمة التهديد بالقتل
*- توفير الحماية الأمنية الازمة للمؤسسات الاعلامية بما يضمن عملها باستقرار وسلامة .
*- العمل على الحماية الجسدية للصحفيين الذين يتلقون تهديدات بالقتل .
*- مطالبة الأجهزة الأمنية لضرورة الوصول إلي الجناة وتقديمهم للعدالة فيما يخص الانتهاكات المتعلقة بحرية الصحافة .
*- إيقاف محاولات التحريض الغير مباشرة من قبل المسئولين والسياسيين ضد الوسائل الاعلامية أو صحفيين بحد ذاتهم .
إعداد وحدة الرصد والتوثيق
المركز الليبي لحرية الصحافة طرابلس 3 / مايو / 2014