المعلومات قد تكون سـلاح ,,, أنا صحفي أنا مسؤول
رسالة موجهة إلى مديري قنوات ” ليبيا الأولى ،218 tv ، ليبيا الرسمية “
الرقم الإشاري : 06/13 م ل ح ص
الموضوع : طلب وقف مشاهد العنف ببرامج الكاميرا الخفية
التاريخ : الأحد – 26 – يونيو – 2016
السادة المُحترمين
تحية طيبة وبعد ،،
نكتب إليـكم لنُعرب عن دهشتنـا العميقة وانزعاجنا الشديد على ما يُبث بشاشاتكم الموقرة من برامج تحمل مشاهد عنف دموية ومسٍّ بكرامة الإنسان على مائدة الإفطار طيلة أيـام شهر رمضان ، وهو ما يُعد ترويجاً لأساليب العنف والترهيب بعقول المشاهدين فضلاً عن الترويج لأفكار الإرهابيين بشكل علني .
وخلال مُتابعتنـا ” بوحدة رصد وسائل الإعلام “ طيلة أيام شهر رمضان المُبارك ، وبعد الاستشارات والحديث مع عدة خبراء دوليين ، فإننا نحمل إدارة مؤسساتكم المسؤولية الأخلاقية والقانونية الكاملة عما يُبث من برامج نوع ” الكاميرا الخفية ” دون مراعاة لقُدسية الذات الإنسانية وترهيب المواطنين وتخويفهم بحجة إضحاك المُشاهدين .
وخلال أيـام شهر رمضان تلقى المركزُ الليبي لحرية الصحافة العديدَ من البلاغات والشكاوى من صحفيين ومواطنين طالبوا الجهات ذات الاختصاص بالتدخل لوقف مثل هذه البرامج ، معربين عن انزعاجهم لما يرونه على مائدة الإفطار .
ومن هذه البرامج برنامج ” أشرف رعايش “ والذي يبث بقناة 218، ومضمونه يتركز على تجسيد أفعال عناصر تنظيم داعش وهم يقومون بتوقيف المارة واتخاذهم ضحايا ، وذلك باقتيادهم إلى جهات غير معلومة، والتحقيق معهم وإشهار السلاح والسكاكين في وجههم وتعرضهم للتعذيب النفسي واللفظي ، ويوهمون الضحية بأنه سيتم قتله دون أدنى مراعاة للإنسانية ، ناهيك عن توظيف اللهجة التونسية الجارة في محاولة لتشويه صورة الأشقاء .
كما أن برنامج ” الكمين “ والذي يبث بقناة ليبيا الأولى هو الأخر لا يقل خطورة عن سابقه ، حيث تتعرض خلالها إحدى الشخصيات الليبية لمقلب سخيف يقوم على أساس اقتحام قوة مدججة بالسلاح تطوق المكان وتقتحمه بحجة أنه ضالع في جرائم الهجرة غير الشرعية، فضلاً عن تعرض عمال أفارقة للإهانة والإذلال من قبل القائمين بالبرنامج أمام الضيف ، وهو ما يًعد أمرا مستنكرا ومرفوضا، بأن تتم معاملة العمال و المهاجرين غير النظاميين بهذه الطريقة .
” هي ولا مش هي “ وهو برنامج كاميرا خفية أيضاً تبثه قناة ليبيا الرسمية – طرابلس ويتضمن العديد من مشاهد العنف والترهيب للمواطنين، حيث يحاولون استدراج أحدهم لمكان بعينه ويقومون بتجريده من سيارته ونقوده واتهامه بقتل شخص ما ، ويبدؤون بتعنيف الضحية وتهديده بالقتل في مشاهد خارجة عن سياق المنطق والعقل .
وفي هذا الصدد فإننا نؤكد أن لمثل هذه البرامج تداعيات سلبية مباشرة على المُشاهد الليبي، وبها دعوة صريحة ومباشرة لترسيخ الأفكار الفوضوية والمتطرفة وتشجيع المشاهدين على استخدام العنف واستسهال ترويع المواطنين وإشهار السلاح في وجههم .
وانطلاقا من دورنـا في رصد الاخلالات المهنية التي تقع بها وسائل الإعلام المختلفة ، فإننا ندعوكم لوقف هذه البرامج وإلغائها من الخارطة البرامجية كي لا تُحسب قنواتكم شريكاً متعمداً في نشر ثقافة التحريض والاختطاف والابتزاز واستخدام أسلوب العنف والترهيب، والالتزام بخطاب إعلامي يدعم إشاعة الثقافة والحوار المشترك ويقوي الأسس الوطنية المُشتركة بين الليبيين .
وبالنظر للفوضى التي يعيشها قطاع الإعلام المرئي والمسموع وغياب مجالس التعديل والتنظيم الذاتي التي تضع الآليات وتراقب خطاب وسائل الإعلام ، مما أدى لتعدد الإخلالات المهنية والتي تسبب في ضرب للسلم الأهلي وتأجيج النزاعات .
عليه نأمل منكم وقف كافة مشاهد العنف بهذه البرامج أو إيقافها بالكامل عن البث أو إعادتها مرة أخرى سواء في رمضان أو غيره بشهور العام بالنظر للأسباب التي ذكرناها سلفاً
وحدة العلاقات العامة والتواصل
طرابلس – ليبيا