كتب : سليمة بن نزهة _ سبها
ودعت مدينة سبها في الثالث والعشرون من نوفمبر بعام 2013 اخر محافلها الثقافية بحضور مثقفي وفناني الوطن ، لتدخل المدينة بعد ذلك في موجة حرب عنيفة حصدت ارواح المئات من سكانها وشبابها وحتى أطفالها ، وتبدأ مرحلة جديد في مواجهة الحرب والنداء للسلام .
أسماء سكران المجبري مهندسة الكمبيوتر قررت مقاومة الحرب بطريقتها في قلب المدينة الصحراوية حيث تحتفي الجدران بأعمال الطبيعة ، ويسحرك بريق الماء و سمرة التراب الندي في أعمالها .
تقول سكران إنها بدأت ترسم بقلم الرصاص ثم انتقلت للرسم بالفحم وكنت أبحث عن ميناء لأرسو فيه وكان الكولاج ” فن التركيب ” محطتي الأخيرة التي أحببتها كثيراً .
والمعروف بأن الكولاج يعتمد بالدرجة الاولي على تركيب الورق لكن أسماء قامت بتطويره لخلق تفاصيل جديدة مستخدمة بالخامات الطبيعية في اللوحات الفنية مستثمرتاً هوايتها في ممارسة الاشغال اليدوية كذالك .
وتضيف سكران عند لقائنا بها إنها محظوظة لتمتعها بالتشجيع الدائم من أساتذها خلال فترة دراستها و دعم عائلتها لها التي وفرت مناخ مناسب لتطوير موهبتها رغم الظروف الصعبة التي تعيشها مدينتها سبها .
أسماء سكران الفتاة ذو العشرينيات انجزت عدد كبير من اللوحات الفنية وأقامت خمس معارض فنية لأعمالها بمٌدن طرابلس وسبها وبنغازي بالإضافة لمشاركتها في المعرض الفني التشكيلي الدولي ” لايتنق” بالمملكة العربية السعودية وهي الممثلة الوحيدة لبلدها ليبيا .
وتشتكي سكران من الظروف المحيطة بها والإقتتال القبلي الذي تعيشه مدينتها حيث تعرضت الكثير من الجدران التي قامت برسمها ونحتها في شوارع المدينة للقصف أو الحرق فضلاً عن نقص الخامات وانعدام المعارض الفنية التشكيلية بمدينتها مما لم يخلق حماساً لدي الفنانين التشكيليين .
إلا إنها قامت بأول معرض فني لها داخل جامعة سبها وهو معرض يٌعد خطوة مهمة في حياتي الفنية وسط بيئة مشحونة بالحرب بسحب سكران .
وتٌحب دائماً مزج الألوان الأسمر والأسود في خلفية أعمالها لإبرازها بشكل أكثر وضوحاً ويمنحها جمالاً مضاعفاً فلهذه الألوان سحرها وحضورها التي قد لا يدركها الكثيرون حسب رأيها .
كما إنها تعتمد على تجسيد الطبيعة كا رسم الأشجار والأعشاب والنخيل والأزهار واستخدام لحاء الشجر والورد المجفف والخشب في العمل ، وابتعدت عن مختلف انواع الخامات المتعارف عليها لتجسيد فن الكولاج وسخرت الطبيعة في إبداعها والذي نال إعجاب وتشجيع المحيطين بها من العائلة والأصدقاء .
وتفكر سكران بعقد تدريبات للمواهب الشابة حول الفن الواقعي والأعمال السريالية الصعبة والمعقدة ، لتخلق جو عام قريب من وجدان الانسان وتزين أعمال الفن التشكيلي مختلف جدران البيت والعمل والطرقات العامة لكنها تعتبرها مجازفة بالوضع الراهن