كلمة الرئيس

Boss_speech


السيــدات والســادة،،
اوحيكم في لقائنا هذا بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة والذي فضلنا أن يكون يوماً للتذكير بأهمية الصحافة الحرة والمستقلة ودورها في المجتمع الليبي في أداء وظائفها لخدمة قضايا الأمة وترسيخ مفهوم حرية الصحافة والتعبير المسئولة.
ونحن نحتفل باليوم العالمي لابد من التأكيد على أهمية مكانة حرية الصحافة وتأكيد على السلامة الجسدية للصحفيين والسلامة المؤسسات الاعلامية المتخلفة وضمان توفير بيئة أمنة تتيح ممارسة الحريات الاعلامية دون أي تقييد أو ترهيب من أحد.

وهنا لابد أن تستذكر صحفيين فقدوا حياتهم أو تعرضوا لتعذيب أو الخطف أو التهديدات مما قيدت أعمالهم المهنية ، فثورة فبراير بقدر الامال والطموحات التي بنيت عليها لتحقيق صحافة حرة بمجتمع حر، رافقها ظهور تحديات وانتهاكات جسيمة بحق المهنة والعاملين بها وخلقت بيئة عمل متوتر تتأثر دائماً بالأوضاع الأمنية والسياسية المتقلبة مما يستعدي منا العمل سوياً لمواجهة هذه التحديات وإيجاد حلول جذرية لها ولا يمكننا إلا شجبها واستنكارها ومطالبة محاسبة المنتهكون وعدم إفلاتهم من العقاب وفقاً لسيادة القانون.

ولابد من تأكيد علي اهمية الصحافة الحرة بعدما كانت أداء لتسلط وتوجيه الافكار والرأي العام بالنظام السابق مما جعلها تابعاً سياسياً ذليلاً وهو ما نخشى من تكراره في ظل توغل القوي السياسية في الوسائل الاعلامية ومحاولة جعلها أداء دعاية بعيداً عن وظائفها الحقيقية وهو ما أبعد صحفيين ومؤسسات عدة عن معايير وأخلاقية المهنة.
الأمر الذي يحتم علينا ضرورة ووجود مجتمع مدني قوي يسهم في إصلاح وتنمية الاعلام الليبي ليلعب دوراً أكثر فعالية في تعزيز الديمقراطية والإسهام في دعم الامن المجتمعي. فالمركز الليبي لحرية الصحافة يطمح أن يكون عيناً حارستاً للحريات الاعلامية وأن يعمل على تنمية وتطوير القدرات البشرية والمساهمة في وضع التشريعات المتعلقة بالحريات الاعلامية.
إن المركز الليبي لحرية الصحافة يأمل أن يسهم هذا اللقاء بين نخبة من الصحفيين والمحاميين والأكاديميين في بلورة أفكار ورؤى لخلق اعلام مهني ومسئول والحد من التجاوزات والانتهاكات بحق المهنة ، بالإضافة لتطوير الوسائل الاعلامية المختلفة بما يخدم المجتمع الليبي. ولعل من الأولويات أمامنا هي الاهتمام بإصلاح الهيكلي لقطاع الإعلام المرئي والمسموع وترتيبه ووضع اللوائح الداخلية الضامنة لاستقلال الإدارة التحريرية بالوسائل الاعلامية المختلفة لتحييد استخدامها كا اداة سياسية فضلاً عن ضبط الخطاب الاعلامي ليكون داعماً للاستقرار المجتمعي.
إن ما يطرح يحتاج منا ضرورة تعزيز مفهوم حرية الصحافة واستقلاليتها وزيادة مشاركة المواطنين في صياغة المضامين الاعلامية وترسيخ مبادئ حرية الرأي والتعبير بالإضافة لوضع رؤية وطنية لبناء نظام اعلامي جديد ينسجم مع استحقاقات التغيير التي تعيشها ليبيا والاستفادة من التجارب المجتمعية بالعالم بالإضافة لتكوين الرأي العام وفق أسس موضوعية وحقائق موثوق ونطلعكم إن المركز الليبي لحرية الصحافة يسعى لتكوين فريق عمل لرصد وتقصي الحقائق ومتابعة وتوثيق الانتهاكات الحقوقية والمهنية التي تعيشها الصحافة الليبية وذالك إيماناً منٌا بضرورة إعطاء المشهد الاعلامي زخماً أكبر وفعالية أكثــر.
واسمحوا لي أن أقدم الشكر والعرفان لكافة الصحفيين الشبان والذين عملوا بشكل دؤوب لإنجاح هذا المؤتمر التأسيسي باليوم العالمي لحرية الصحافة ولا يفوتني تقديم الشكر الجزيل للمجلس المحلي طرابلس على دعمه ورعايته لهذا الحدث الاعلامي .
وأجدد التحية والتهنئة لكل الصحفيين والإعلاميين المخلصين لمهنتهم ووطنهم في نشر الحقائق والمعلومات دون تزييف والمساهمة منهم في إنارة العقول البشرية، دعيين الجميع إلي التواصل والعمل المشترك معنــا في تشكيل مشهد اعلامي اكثر نضجاً ومهنية.

صدر بطـرابلس 3-مايــو 2014


كلمة رئيس المركز الليبي لحرية الصحافة - محمد الناجم